فيروسات كورونا قاتلة ستظهر في هذه النقاط الساخنة
كشفت دراسة حديثة عن “النقاط الساخنة” العالمية التي قد تظهر فيها فيروسات كورونا القاتلة الجديدة، والتي تأتي مدفوعة بالتغيّرات العالمية الناتجة عن استخدام الأرض من قبل البشر.
بينما تتصدّر الصين القائمة، أشارت الدراسة إلى ولايتي كيرالا والشمال الشرقي في الهند كنقاط ساخنة معرّضة للخطر. وأتت الدراسة تحت عنوان “تغيير استخدام الأراضي وثورة الثروة الحيوانية تزيدان من خطر انتقال فيروس كورونا حيواني المصدر من خفافيش رينولوفيد”؛ وأجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، بوليتكنيكو دي ميلانو (جامعة البوليتكنيك في ميلانو) وجامعة ماسي في نيوزيلندا، تم نشرها في مجلة Nature العلمية.
وفقًا للدراسة، فإنّ تجزئة الغابات والتوسع الزراعي والإنتاج الحيواني كلها عوامل تجعل البشر على اتصال وثيق بخفافيش حدوة الحصان، المعروف عنها أنها تحمل الأمراض الحيوانية، بما في ذلك كوفيد_19.
ذكرت الدراسة أن “الظروف” مواتية “لانتقال الأمراض من الخفافيش إلى البشر، خاصة في الصين، حيث أدى الطلب المتزايد على منتجات اللحوم إلى التوسع في تربية الماشية الصناعية على نطاق واسع. ويعتري الباحثون قلقاً من المصدر، لأنه يجمع أعدادًا كبيرة من الحيوانات المتشابهة وراثيًا، والتي غالبًا ما تعاني من ضعف المناعة والمعرّضة بشدة لتفشي الأمراض، كما قال الباحثون.
وقالت المعدّة المشاركة في الدراسة، ماريا كريستينا رولي، من جامعة في ميلانو: “هدفت التحليلات إلى تحديد الظهور المحتمل لمناطق ساخنة جديدة استجابة لزيادة واحدة من ثلاث سمات لاستخدام الأراضي. نحن نسلّط الضوء على كل من المناطق التي يمكن أن تصبح مناسبة للانتشار، ونوع تغيير استخدام الأراضي الذي يمكن أن يؤدي إلى تنشيط المناطق الساخنة. ونأمل أن تكون هذه النتائج مفيدة في تحديد التدخلات المستهدفة الخاصة بالمنطقة والمطلوبة لزيادة المرونة في مواجهة تداعيات فيروس كورونا”.
وربطت دراسة أجراها الباحثون عام 2017 في وقت سابق، تجزئة الغابات وتدمير الموائل في إفريقيا بتفشي فيروس الإيبولا.
فيما لا تزال الأصول الدقيقة لـ SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لـ “كوفيد-19، غير واضحة، تقول النظرية الأكثر شيوعا من العلماء إنّ ظهوره مرتبط بتمكّن فيروس يصيب خفافيش “حدوة الحصان”، من القفز إلى البشر. وحدث هذا إمّا بشكل مباشر من خلال الاتصال بين الحياة البرية والإنسان، أو بشكل غير مباشر عن طريق إصابة مضيف حيوان وسيط أولا، مثل البنغولين.
ومن المعروف أن خفافيش “حدوة الحصان” تحمل مجموعة متنوعة من فيروسات كورونا، بما في ذلك السلالات التي تشبه وراثيا تلك التي تسبب “كوفيد-19″ والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس).
وقال معد الدراسة باولو دودوريكو، أستاذ العلوم البيئية والسياسات والإدارة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: يمكن أن يكون للتغييرات في استخدام الأراضي تأثير مهم على صحة الإنسان، وذلك لأننا نقوم بتعديل البيئة، ولكن أيضا لأنها يمكن أن تزيد من تعرضنا للأمراض الحيوانية المنشأ. يجب تقييم كل تغيير رسمي في استخدام الأراضي ليس فقط من أجل التأثيرات البيئية والاجتماعية على الموارد مثل مخزون الكربون، والمناخ المحلي وتوافر المياه، ولكن أيضا للتفاعلات المتسلسلة المحتملة التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان”.
ويمكن أن يؤدي التعدي البشري على الموائل الطبيعية أيضا إلى زيادة التعرض للأمراض الحيوانية المنشأ، بشكل غير مباشر عن طريق الحد من التنوع البيولوجي.
وعندما تصبح أراضي الغابات مجزأة ويتم تدمير الموائل الطبيعية، فإنّ الأنواع التي تتطلب موائل محددة للغاية للبقاء على قيد الحياة، قد تتضاءل أو حتى تنقرض.
وكانت الصين رائدة في زراعة الأشجار وجهود التخضير الأخرى على مدار العقدين الماضيين، ولكن تم زرع العديد من الأشجار في مناطق متقطعة من الأرض أو أجزاء من الغابات.
أحوال